الارشيف / مال وأعمال

كيف ستؤثر الأحداث الأخيرة في عام 2020 على سوق العملات في 2021

يعتبر سوق الفوركس أكبر الأسواق المالية وأكثرها سيولة ونشاطًا في العالم، حيث يشارك المستثمرين من جميع أنحاء العالم تريليونات من الدولارات في المعاملات اليومية، وبالتالي ليس من المفاجئ أن يكون للأحداث من جميع أنحاء العالمتأثيرات فورية على أسعار الصرف اليومية وقيم العملات نظرًا للترابط العالمي لسوق الفوركس.

لقد كان عام 2020 أحد أكثر الأعوام تقلبًا لجميع الأسواق بسبب الأحداث التي مر بها بدءًا من جائحة فيروس كورونا وما تبعته من عمليات اغلاق والمخاوف التي تزايدت بشأن الانهيار الاقتصادي العالمي والاحتجاجات وغيرها من الأزمات،وبالتالي من المتوقع بالفعل أن تؤثر تلك الأحداث المحركة على سوق الفوركس في عام 2021.

بدأ عام 2021 بتأكيد عام للاتجاهات التي لوحظت في نهاية العام الماضي، الظاهرة الأكثر مناقشة لا تزال هي ضعف الدولار، وهو وضع يتوقع معظم المحللين استمراره في عام 2021، في ظل عودة الاقتصاد العالمي تدريجياً وذلك بفضل طرح اللقاحات.

تساهم توقعات الانتعاش الاقتصادي العالمي والإشارات الإيجابية من اتفاقية التجارة في أواخر ديسمبر بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والاتفاق على خطة تحفيز جديدة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى وجود أسعار الفائدة الحقيقية في المنطقة السلبية في الولايات المتحدة، في شعور إيجابي نسبيًا بين المستثمرين في بداية العام الجديد، لذلك لا يزال المستثمرون يركزون على الأصول ذات المخاطر العالية على حساب الدولار الذي يعتبر ملاذًا آمن تقليدي.

فيما يلي بعض الأحداث التي وقعت في 2020 والتي من المقرر أن يكون لها عواقب في عام 2021:

الانتخابات الرئاسية الأمريكية

يمكن أن تتراوح تأثير الأحداث السياسية على الأسواق العالمية من الخفية إلى الجوهرية وحتى الكارثية، انتهت الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 والتي أثارت جدلًا واسعًا بفوز "جو بايدن" على "دونالد ترامب"، حيث اختلف المرشحان اختلافًا كبيرًا في موضوعات عديدة مثل الرعاية الاجتماعية والأمن الداخلي والنمو الاقتصادي ووباء فيروس كورونا المستمر، وبالتالي، فإن هذا التحول الأيديولوجي لديه القدرة على إثارة تقلبات في أكبر في عملة البلاد.

على سبيل المثال: لن يؤثر التزام بايدن تجاه "صافي انبعاثات الكربون بحلول عام 2050" على صناعةالوقود الأحفوري في الولايات المتحدة فحسب، بل من المحتمل أن يؤثر على العديد من الأسواق، من المؤكد أن الإصلاحات الجديدة الواعية بالبيئة التي أدخلها بايدن ستقلل من النمو الاقتصادي لفترة قصيرة على الأقل.

حزمة التحفيز الثانية الأمريكية

توصل الجمهوريون والديمقراطيون الأمريكيون في شهر ديسمبر الماضي إلى اتفاق بشأن ثاني أكبر مشروع قانون إغاثة في التاريخ الأمريكي، بعد قانون الإغاثة الأول بقيمة 2 تريليون دولار الذي وافق عليه الكونجرس في مارس 2020، لكن حتى الآن لم يتم تمرير الحزمة التحفيزية بسبب الاختلاف على مبلغ شيكات التحفيز للمواطنين الأمريكيين.

ترى الغالبية العظمى من قادة الولايات المتحدة مشروع القانون الجديد كخطوة حيوية لحزمة إغاثة أكبر في عام 2021 التي ستوفر دعم حقيقي لتوفير للاقتصاد، وبالتالي، فإن آثارها الإيجابية على أسواق العملات ستظل مرئية في الأسابيع المقبلة.

من المتوقع أن يستمر توزيع لقاح فيروس كورونا على مدار عام 2021، بما يزيد من التفاؤل حيال التعافي السريع للاقتصاد العالمي، الأمر الذي سيكون له آثارًا على قيمة العملات وحركتها.

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وما بعدها

تلقى الجنيه البريطاني ضربة كبيرة بعد اكتشاف المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس كورونا الجديد أسرع انتشارًا بنسبة 70٪، مما دفع الدول الأخرى إلى تقييد السفر مؤقتًا من وإلى المملكة المتحدة، وتشكل هذه السلالة الجديدة خطرًا كبيرًا على الانتعاش الهش للاقتصاد البريطاني، كما لا يزال يتعين معرفة ما إذا كانت اللقاحات ستكون فعالة ضد هذه السلالة الجديدة.

بالإضافة إلى ذلك، تسببت حالة عدم اليقين المحيطة بمحادثات التجارة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في تقلب الجنيه الإسترليني لفترة، لكن بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق تجاري نهائي في اللحظة الأخيرة ارتفع الجنيه الإسترليني، وعلى الرغم من ابرام اتفاق تجاري إلا أن هناك بعض النقاط التي لا تزال عالقة بي الطرفين والتي من المقرر التطرق لها خلال العام الجاري، بما سيؤثر على أداء العملة الملكية.

ومن جهة أخرى يتفاءل المحللون بشأن الجنيه الإسترليني في عام 2021، حيث أن التوزيع الواسع للقاح والاتفاق على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمكن أن يقدم دعمهم للجنيه الإسترليني، لكن العقبة الرئيسية أمام العملة هي تباطؤ النمو الاقتصادي في ظل عمليات الاغلاق الثالثة مع استمرار ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس.

الدولار الأمريكي

يشارك الدولار الأمريكي في 88٪ من جميع تداولات الفوركس سواء تم شراؤه أو بيعه، حيث تشمل جميع أزواج العملات الرئيسية الدولار الأمريكي من جهة وإحدى العملات الثانوية من جهة أخرى، يعتبر الدولار الأمريكي أيضًا مهمًا جدًا لدول العالم، حيث تحتفظ العديد من البلدان بالدولار الأمريكي كعملة احتياطية في حالة الطوارئ، لهذا السبب، من الضروري مراقبة الاقتصاد الأمريكي والذي يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي بأكمله.

حتى أن أزواج تداول العملات الأجنبية التي لا تتضمن الدولار الأمريكي يمكن أن تتأثر عندما يحدث شيء سواء إيجابي أو سلبي في الولايات المتحدة.

خسر مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس قوة الدولار الأمريكي مقابل سلة واسعة من العملات الكثير من قيمته في عام 2020، فبعد الوصول إلى المستوى 103 نقطة في مارس انخفض المؤشر دون مستوى 90 نقطة، بعدما قام البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بينما قدمت الحكومة الأمريكية قدرًا غير مسبوق من التحفيز للاقتصاد.

الضغط على الدولار الأمريكي قوي للغاية، وتتفق الآراء في السوق على أن الدولار سوف يستمر في الانخفاض، بينما قد تبدو الحركة الهبوطية لهذا العام مهمة، إلا أن مؤشر الدولار الأمريكي قد يكون لديه مجال أكبر للانخفاض.

من المحتمل أن يكون عام 2021 عامًا صعبًا للغاية بالنسبة للدولار الأمريكي اعتمادًا على العديد من الأمور، التي تشمل التعافي الاقتصادي وسرعة توزيع اللقاحات، بالإضافة إلى سياسات البنك الاحتياطي الفيدرالي وهل سيستمر في سياسته التيسيرية أم أن هناك جديد؟.

الجنيه البريطاني

لقد نجح الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في التفاوض على صفقة التجارة، لتخرج بريطانيا رسميًا من الاتحاد الأوروبي بطريقة آمنة مع بداية هذا العام، لذلك لم يتم إدراك خطر رئيسي على الجنيه الإسترليني.

في الأشهر الأخيرة كان زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي يتحرك صعوديًا، حيث راهن المستثمرون على النتيجة الناجحة لمفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (وقد أتت هذه الرهانات ثمارها)، ولكن الآن على المستثمرين الآن أن يجدوا أسبابًا إضافية للتفاؤل على الجنيه.

حاليًا، تكافح المملكة المتحدة لاحتواء السلالة الجديدة من فيروس كورونا الذي قد يضع ضغطًا إضافيًا على اقتصاد البلاد، بالإضافة إلى ذلك، قد يتعرض الاقتصاد لضربة من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن حجم الضربة لن يكون بنفس القوة كما هو الحال عند خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة.

قد يبدو الوضع الأساسي صعبًا بالنسبة للاقتصاد البريطاني في النصف الأول من عام 2021 مما قد يضع بعض الضغط على العملة والذي يحتاج إلى محفزات صعودية إضافية، قد يكون لدي الجنيه الإسترليني مجال أكبر للارتفاع بمساعدة من الضعف العام للدولار الأمريكي.

اليورو

مع نهاية عام 2020 أظهرت العملة الموحدة بعض القوة، بعد سنوات من الضغط بسبب السياسة النقدية التحفيزية للبنك المركزي الأوروبي وضعف معدلات النمو للمنطقة.

لقد قدمت جائحة فيروس كورونا دعم قوي للعملة الموحدة، بعدما انصرف المستثمرين بعيدًا عن الدولار الأمريكي، وعلى الرغم من ارتفاع اليورو إلا أن البنك المركزي الأوروبي تضرر من الارتفاع المتوالي في قيمة العملة، الأمر الذي سيخلق مزيد من الضغوط على الاقتصاد الأوروبي.

 

Advertisements

قد تقرأ أيضا